مبروك عليكم العيد وكل سنه ونتو طيبين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عادات استقبال العيد



في الليلة الأخيرة من شهر رمضان يبدأ الناس في تحري هلال العيد عيد الفطر السعيد , وتذكرنا هذه الليلة بليلة تحري هلال رمضان التي تتم فيها نفس العادات والأساليب المعروفة لتحري الهلال وإبلاغ الناس في المناطق النائية بثبوت الرؤية وذلك بواسطة البنادق وإشعال النار على قمم الجبال لعدم توفر وسائل الاتصالات المعروفة اليوم .
يقول الشيخ أحمد ياسين باحميد – رحمه الله - عن تحري هلال العيد والعادات والتقاليد الخاصة باستقبال العيد أيام زمان :" يتبع الناس الوسائل الاعتيادية التي يقومن بها مع تحري هلال العيد مثل ما يقومون بتحري هلال رمضان ، وبشاشة وبهجة فرحة العيد تكاد تكون متشابهة لاستقبال رمضان ، فهناك استعدادات خاصة يقوم بها الناس عند استقبالهم العيد , فعند تحري هلال العيد مثلا يخرج الناس ومعهم المسئولين في السلطنة آنذاك إلى مسجد السيد أحمد وهو مسجد يوجد في سحيل سيئون يتحرون الهلال فإذا ثبتت الرؤية خرجوا بالمرازح والرقصات والأهازيج وتعرف الكبير قبل الصغير بأن الهلال قد ثبت شرعا وتضرب المدافع عدة طلقات كما يقوم الجنود بإطلاق الرصاص من البنادق يسمعها أهل البلاد والذين لا يصلهم صوت المدافع والبنادق يشعلون النار في قمة الجبل فيعرف أهل المناطق البعيدة أن هلال العيد قد ظهر ويقضي الناس الليلة في المساجد بما يسمى (الحيا) حتى أذان الفجر وفي أول أيام العيد يذهب الناس إلى المساجد لصلاة العيد وكل حارة تذهب في جماعات وهم يمرون في الشوارع وهم يكبرون :
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله الله أكبر ولله الحمد .
كانوا يرددون التكبيرات في جماعات يخرجون المسجد لتأدية صلاة العيد فيخرج مثلا آل سحيل سيئون في جماعات ويتجمعون عند مسجد باعلوي تتجمع معه أهل المساجد المجاورة ثم يأتي آل حبشي يتجمعون عند مسجد الرياض وينزلون فرقة واحدة ومثلهم الساكنين بساحة طه يتجمعون بمسجد طه وينزلون مع شيوخهم وعلمائهم طائفة واحدة مثلهم بقية الحارات الأخرى ويسلكون الطرق والشوارع وهم في جماعات وهم يكبرون فرحين بقدوم العيد ويتجمع الناس في مسجد الجامع بسيئون للصلاة والمعاودة وتضرب المدافع قبل صلاة العيد مع دخول الإمام المسجد والسلطان آنذاك المسجد هو وحاشيته وجنوده في يوم الزينة وهي صلاة العيد ثم يبدأ بعد الصلاة الزيارات والعوادات بين الأهل والأقارب وهي عادة أساسية وضرورية كل الناس يخرج للعواد أيضا بشكل جماعي حيث تجمع كل أسرة في مكان معين وينطلقون بعدها لعوادات فيما بينهم من بيت إلى بيت وهذه العادة الجميلة لا زالت موجودة إلى يومنا هذا ".
بل كانت عادات أيام زمان حيث الأجداد يعيشون حلاوتها ومرارتها رغم ظروف الحياة إلا أن الخوض في ذكرياتها لها نكهة ومذاق خاص فمهما تطورت وتقدم التي كانت السبب في اختفاء كثير في العادات والتقاليد الطيبة وكانت سببا آخر في عزوف الناس عن ممارسة الكثير منها باعتبارها عادات وتقاليد سادت ثم بادت وفي قرارة أنفسهم أن مثل هذه العادات والتقاليد لا تتماشي مع الزمن الذي نعيشه اليوم غير أن لسان حال الكثير من يقول الذي ليس له ماضي ليس له حاضر ونحن نعتز بهذا الموروث الشعبي الذي هو جزء من تاريخنا سنظل نتذكره ونذكر به أجيال اليوم وأجيال الغد .
مع خالص حبي وحترامي